أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عن أزمة غذائية خطيرة في قطاع غزة، حيث نفدت إمدادات الطحين لديها، مما يزيد من حدة الأوضاع الإنسانية في المنطقة. في الوقت الذي يواجه فيه سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون فلسطيني، ظروفًا قاسية بسبب الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، يعانون الآن من نقص حاد في المواد الغذائية الأساسية.
وذكرت "أونروا" عبر منصتها على "إكس" (تويتر سابقًا)، أن برنامج الأغذية العالمي أعلن في 25 أبريل الجاري عن نفاد مخزوناته الغذائية بالكامل داخل القطاع، في حين كانت إمدادات الطحين الخاصة بـ"أونروا" قد نفدت مع بداية الأسبوع الجاري. رغم استعداد نحو 3000 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إغلاق المعابر أمام دخول هذه المساعدات.
🚨برنامج الأغذية العالمي التابع لـ #الأمم_المتحدة يعلن نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في قطاع #غزة الذي يخضع لحصار إسرائيلي مطبق من خلال إغلاق المعابر.
— Anadolu العربية (@aa_arabic) April 25, 2025
🍽️المطابخ في غزة توفر 25 في المئة من الاحتياجات الغذائية اليومية للفلسطينيين.
📢وكشف عن توقف جميع المخابز الـ25 المدعومة من… pic.twitter.com/VRHo9vyAvN
تعتمد غزة بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية، التي توقفت منذ بداية مارس الماضي بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق معابر كرم أبو سالم وزيكيم وبيت حانون. وهذه الخطوة أسهمت بشكل كبير في تفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها سكان القطاع.
وفي هذا السياق، أكدت "أونروا" أن رفع الحصار الإسرائيلي أصبح ضرورة ملحة لإنقاذ حياة ملايين الفلسطينيين في غزة، محذرة من أن استمرار منع دخول المساعدات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
من جانب آخر، يشير التصنيف المرحلي للأمن الغذائي إلى أن قطاع غزة في مرحلة حرجة جدًا من انعدام الأمن الغذائي، حيث يهدد القطاع بالوصول إلى مرحلة المجاعة (المرحلة الخامسة)، وهي الأكثر خطورة، والتي تشمل مستويات شديدة من الجوع، مع ارتفاع في معدل الوفيات، خاصة بين الأطفال.
وحسب التقارير، فإن الغارات الجوية والبرية على غزة، التي استمرت لأكثر من شهرين، قد استهدفت البنية التحتية الغذائية والمياه، بما في ذلك المخابز ومستودعات الأغذية ومحطات تحلية المياه، مما زاد من تعقيد الوضع. ويظهر التأثير الحاد لهذا الوضع من خلال فقدان سكان غزة لوزنهم بشكل ملحوظ، حيث أفادت الدراسات بأن متوسط فقدان الوزن بلغ حوالي 18 كيلوغرامًا لكل فرد.
وبالإضافة إلى ذلك، بات السكان في غزة مضطرين لاستهلاك المواد غير الصالحة للطعام، مثل أعلاف الحيوانات، مما ساهم في انتشار الأمراض والأضرار الصحية الجسيمة. وتستمر الأزمة في التفاقم وسط حالة من الإغلاق التام للمساعدات، مما يشير إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ الأرواح.